مقالة: التوحيد في الشتاء
عندما تهطل الأمطار فإن الناس تستبشر به وتفرح وتسعد ، تجد الأطفال يلعبون تحته والفرحة تعلو وجوههم والسرور ظاهر على الأهل وذويهم قال تعالى: {فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون}
ففي المطر حياة قال تعالى:{وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}.
فكل المخلوقات لا تستغني عن الماء بأي حال من الأحوال، فنحمد الله جل وعلا على نعمة المطر، ففي المطر رحمة ونعمة ودعوات لا ترد وخيرات لا تصد فالمطر أمل بعد القنط وحياة بعد الموت ، فيه يتذكر المؤمن الدار الآخره وفيه يتذكر المؤمن نعمة الله عليه فيشكره فيه يعرف اصحاب المواشي والأنعام افتقارهم لرحمة ذو الجلال والإكرام فالمطر أية من آيات الله وهو من عند الله عز وجل لا من عند غيره.
إن بعض الناس يخطئ لجهله في نسبة المطر لغير الله فينسبونها إلى الأنواء (منازل القمر) وهذه النسبة نفصلها على النحو التالي:
- نسبة إيجاد: معناه أنّ نزول المطر بسبب الأنواء دون هناك سبب لله في إيجادها أي: أن الأنواء هي التي أنزلت المطر وهذا بوضوح: "شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام بالاجماع" لأن الذي ينزل المطر هو الله عز وجل، روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( أصبح من الناس شاكر، ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا))، قال: فنزلت هذه الآية: {فلا أقسم بمواقع النجوم} حتى بلغ: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} أي: تجعلون شكر نعمته وهو المطر بالتكذيب بنسبة إنزال المطر للأنواء لا لله عز وجل.
- نسبة سبب: معناه جعل سبب نزول المطر للأنواء مع الاعتقاد أن الله هو الفاعل والمدبر والخالق وهذا: "شرك أصغر" لأن كل من جعل سبباً لشيء لم يجعله الله سبباً فهو شرك أصغر, ولا يجوز للإنسان أن يجعل ما ليس بسبب سبب.
- نسبة وقت: ومعناها مطرنا في نوء كذا أو نجم كذا يعني في وقت كذا وهذا جائز، لأنه لم يجعل مثلاً نجم الوسمي سبباً في نزول المطر ولم يقل نجم الوسمي هو الذي أوجد المطر أو أنزل المطر لا نسبة إيجاد ولا نسبة سبب.
وأما الأفضل والأحسن والأكمل هو أن يقول (مطرنا بفضل الله ورحمته)، كما في الحديث.
اللهم اسقِ عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك واحيي بلدك الميت.