أرجو أن تكونوا قد تأكّدتُم من المواضيع التي اتّفقْنـا على مُناقشتها ، لنكون في مُنتهى الشفافيّة و الصدْق معّ الذات و مع الحقّ و الحقيقة .
1 _ [ جميع و كلّ ] الأحاديث التي ورَدتْ عنْ سِحْر الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين ، [ كلّهـا ] تلتقي في أصـلهـا إلى راوي حديث واحـد هو [ هشام بن عروة ] ، الذي يقول عنهُ [ عُلماء الحديث ] أنّه : [ راوي حديث مجروح ] !!!!!!!!! .
و قد تأكّدنـا من ذلك بعد بحث استمّر أشهُراً مع [ مجموعة منَ الأخوة الإختصاصيين في علْم الحديث النبويّ في مدينة حلب ] ، و نتيجة الأبحاث محفوظة كتابةً ، و سيتمّ إعلانهـا مع طباعة الموسوعة القرآنيّة ،
2 _ في أحاديث السحْر ، أنّ المعوّذتان [ الفلق و الناس ] قد نزلـتَا لفكّ السحْر !!!! .
و السحْر حصل في المدينة في السنة / 9 / هجريّة [ بعْد صلْح الحديبية ] ، و المعوّذتان همـا سورتان [ مكيّتان ] و ترتيبُ نزولهمـا / 20 _ 21 / !!!!! .
3 _ الإمامُ مالك الذي يُعتبرُ كتابه من أصحّ الكُتُب ، لمْ يروي أحاديث السحْر ، و كذلك [ الترمذي و أبو داوود و الدارميّ ] .
4 _ لقد جاء المئـات من [ اختصاصييّ ] السحْر ، ليسحروا موسى عليه السلام : ( بكلّ سَـحّارٍ عليم ) الشعراء 37 ، و لمْ يُفلحوا و لو لخمْس دقائق
فكيْفَ [ أفلح ] رجُلٌ واحدٌ و عاديّ ، بسحْر [ إمام المرسلين ] و لمدّة / 6 / أشهرٍ ، مع أنّ مكانة الرسول الأكرم عند الله أعلى من مكانة موسى : ( تلْكَ الرُسُلُ فضّـلْنـا بعْضـهُم على بعْض ) البقرة 253 ، أمّا نحْنُ : ( لا نُفرّقُ بين أحدٍ منْ رُسُله ) البقرة 285 .
5 _ قال الله لرسوله الكريم : ( و الله يعْصمُكَ منَ الناس ) المائدة 67 ، و أيضاً : ( فإنّكَ بأعيُننـا ) الطور 48 ، فهل هاتان الآيتان لمْ تُنفّـذا ؟ !!!! ،
و إذا كان الرسول الكريم ، لا يدري ماذا عملَ و مـاذا قالَ و هلْ صلّى أمْ لا ..... . و هو في حالة [ ضياع تامّ ] و هو مسحورٌ ، فكيْفَ نفهم [ السُنّة الشريفة ] على أنّهـا : [ كلّ مـا جاء عن النبيّ منْ قولٍ أوْ عَمل ] !!!! .
6 _ ( قالَ ) و ( يقولُ ) :
إذا كان السحْرُ قدْ حصل حقيقةً ، فلماذا أنزلَ الله على رسوله هاتان الآيتان ، اللتان تصفان كلّ مَنْ يتّهمه بالسحْر أنّه [ ظالمٌ ] ، و يُسفّه الله قولهُم هذا :
( و قالَ الظالمون : إنْ تتّبعونَ إلاّ رجُلاً مسحوراً ، انظُرْ كيْفَ ضربوا لك الأمثال ، فضلّوا فلا يستطيعون سبيلاً ) الفرقان 8 + : ( إذْ يقول الظالمون : إنْ تتّبعونَ إلاّ رجُلاً مسحوراً ، انْظُرْ كيْف ضَربوا لكَ الأمثال فضلّوا فلا يستطيعون سبيلاً ) الإسراء 47 .
نُلاحظُ أنّ الآيتان مُتشابهتان تماماً ، ما عدا : ( قالَ ) في الاية الأولى ، و ( يقولُ ) في الآية الثانية ، أيْ : أنّ الظالمين قد ( قالوا ) في الماضي ، و لا يزالون ( يقولون ) ، أنّه مسحورٌ ، صلى الله عليه و سلّم !!!!!! .
و تأتي الآيتان اللتان تليهمـا ، بنفْس النصّ : ( انْظُرْ كيْفَ ضَربوا لك الأمثالَ فضلّوا ، فلا يستطيعون سبيلاً ) الفرقان 9 _ الإسراء 48 .
أي : ضلّوا عن سبيل الله ، و [ جاروا ] عن الحقّ ، لذلك لنْ يهْديَهُم الله إلى سبيله : ( و على الله قصْدُ السبيل ، و منْهـا جـائـر ) النحل 9 ، أيْ : مِنَ السُبُل ما هوَ [ جائـرٌ ] عن الحقّ ، و منْ هذه السُبُل الجائرة : الذين يقولون : ( إنْ تتّـبعونَ إلاّ رجُلاً مسحوراً ) .
_ بعْدَ أن شرحْتُ هذا الكلام ، أمامَ أحد أكبر عُلماء مدينة حلب ، كتَب بخطّ يده هذه العبارة التي أحتفظُ بهـا : [ و أنَـا على يقينٍ فطْـريّ ، أنّ الرسول صلى الله عليه و سلّم ، مَـا سُـحِرَ ، و لاَ وُهِـمَ بعْـدَ السحْر المزعوم ] ، أيْ : أنّ منطقَ و يقين [ الفطْرة ] عنده ، رفض فكرة أنّ سيد الرُسُل قدْ سُـحِرَ .
اللهُم أنتَ وحدكَ الأعلمُ ، فاشهد أنّـنا لم نقُل للناس : ( إنْ تتّبعون إلاّ رجُلاً مسحوراً ) ، فـلا تحرمْنـا من [ سبيلك ] و من شفاعة رسولك الكريم .
لكم كل الشكر و الاحترام ، و بارك الله بكم و عليكُم و رزقكُم شفاعة رسوله الكريم ، مع فائق التقدير و الاحترام