حقيقـة الحديث الشـريف هي مـا يلي :
روى مسـلم في صحيحه برقم 1472 في صلاة العيدين ، و أحمـد في مسـنده برقم 10637 ، الحديث التـالي :
[ كان الرسـول صلى الله عليه و سلّم يخرُجُ يوم الأضحى و يوم الفطْـر .... و كان يمــرّ على الرجـال و يقول : تصـدّقـوا تصـدّقوا تصـدّقوا ، و كانَ أكـثَرُ مَـنْ يتصـدّق النسـاء ] .
فالرسول يمتدح النسـاء لأنّهُن أكثـرُ صـدقَةً منَ الرجال ، حتى أنّهُـنّ يتصـدّقْنَ بالقـرْط و الخَـاتَم .
_ و لكـنْ بعْد أنْ دخَل على الرُواةُ ، راوي حديث [ مجـروح = مشكوك في صدقه] حسب عُلماء الحديث ، و هـو : [ زيْـد بن أسْـلَم ] ، أصـبح الحديث بالشكْل التالي :
[ خـرج رسول الله صلى الله عليه و سلّم من أضـحى أو فطْـر ، فمـرّ على النسـاء و قال : يا معْشَـرَ النسـاء تصـدّقْنَ ، فإنّي اُريْتَـكُنّ أكـْثـرَ أهْـل النـار ، فقُلْـنَ : و بِـمَ يا رسول الله ؟ ! ، قال : تَكْـثُرْنَ اللّـعْن و تكْـفُرْنَ العـشير ، مـا رأيْتُ منْ ناقصـات عقْلٍ و دين ... منْ إحداكُـنّ ............ ] ، إلى آخـر الحديث .
_ و الخطـابُ الإسلاميّ [ بعقْلـيّته الذكوريّة ] يُـروّجُ للحديث بصيغته الثـانية ، و يتجاهل الصـيغة الأصـلية الواردة في صحيح مسلم ، حتى أصْـبَح الكثير منَ النساء على قـناعةٍ بأنّهُنّ ناقصات عقْلٍ و دين !!!!!! .
.
النقاشُ :
_ حاشى لصاحب الخُلُق العظـيم أن يشـنّ هذه الحملة على نصْف أتبـاعه [ النساء ] ، فالصيامُ تقضيه المـرأة ، أمّـا عدَم صـلاتهـا خلال الدورة الشـهريّة ، فهذا [ ليْسَ نقْص دين ] ، لأنّ الدورة الشـهريّة هي : [ حالة مَـرضيّة ] لا تتوافقُ مع الصـلاة ، و قال تعالى : ( و لا على المـريْض حَـرَجٌ ) النور 61 ، و بعْضُ الناس عندهُم مَـرضٌ مُـزْمنٌ ، و لا يستطيعون الصلاة أو الصيام ، فهلْ هـؤلاء عندهُم نقْصُ دين !!!!!! .
و هلْ كتـبَ الله على النساء [ الدورة الشهريّة ] كيْ يفرضَ عليْهنّ أنْ يكُنّ [ ناقصاتُ ديْن ] !!!!!! ، و هذا يتنافى مع [ العدْل الإلهيّ ] !!!!!! .
_ أمّـا [ نقْصُ العقْل ] !!!!!!! ، فالعقْل في الإنسان نوعان :
1 _ عقْلُ تفكير : و فيه تتساوى الإناثُ مع الذكور ، حيثُ نرى في المدارس و الجامعات الكثير منَ الإناث المُتفوّقات على الذكور ، فالأنثى ليس عندهـا نقْصٌ في [ عقْل التفكير ] .
2 _ عقْلُ تـدبير : و فيه يتمـيّزُ الذكور عن الإناث منذُ الصـغَر ، حيث يميل الذكور في ألعابهم إلى ألعـاب القوّة و الصراعات ..... ، بينمـا تميلُ الإناثُ إلى ألعـاب [ تربية الصغار ] و تملّك الألعـاب التي تتمثّل في ذلك .
_ أذاً : عقْل التدبير ، ليس فيه تفضيل جنْسٍ على آخـر ، لأنّه يتماشى مع [ طبيعة ] كلّ جنسٍ من الإناث و الذكور .
.
و بالنسـبة إلى موضوع : [ شـاهدٌ و امـرأتان ] ، فهذا قـد ورَد [ مَـرّةً واحدة فقط ] و يخصّ العلاقات التجاريّة و الماليّة و التي تحتاجُ إلى [ حفْظ أرقام ] ، و الآية الكريمة بدايتُهـا : ( يا أيها الذين آمنـوا ، إذا تداينتُم بديْنٍ إلى أجَلٍ مُسـمّى ، فاكتتبوه ....و استشـهدوا شاهدين من رجالكم ، فإنْ لـم يكونا رجُليْن ، فرجُلٌ و امرأتان .... أنْ تضلّ إحداهُمـا فتُذكّر إحداهُمـا الأخرى ) البقرة 282 .
_ أمّـا باقي الحالات ، فإنّ شهادة المرأة تُعادل تماماً شهادة الرجل ، مثال : في سورة النور : تُعادلُ شهـادة المرأة = أربَع شـهادات : ( أنْ تشـهَدَ أربَعَ شـهادات بالله ..... ) النور 8 .
.
_ و القرآن الكريم قارَنَ بين [ فـرعوْن = الرجُلُ ] الذي كانَ في غاية الغُرور : ( قال فرعونُ : مَـا اُريكُـم إلاّ مَـا أرى ) غافر 29 ، بينمـا [ ملكَةُ سـبأ = الأنثى ] كانتْ في قمّة الحكمة عندمـا قالتْ : ( مَـا كُنْتُ قاطـعةً أمْـراً حتّى تشـهدون ) النمل 32 .
.
لكم كل المحبة و الشكر الجزيل و بارك الله بكم و عليكم ، و ســلِمتْ أياديكم البيضــاء لتعليقاتكم الكريمة التي تـدلّ على ذوقـكم و كَـرَم أخــلاقكم ، و رزقكم اللـه جنّــات النعيم و جعلكم عباده المقـرّبـين ، و تفـضلّوا بقبـول فـائق الـتقدير و الإحـترام و صلى الله و سلم على رسوله الكريم صاحب الخُلُق العظيم ، و على آله و أصحابه أجمعين .