Admin ..:: مـؤسـس المعهد ::..
عدد المساهمات : 463 نقاط : 9437 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 30/10/2013 العمر : 35
| موضوع: الفتوى في حكم الجلوس في المقهى 15.04.16 12:08 | |
| مقالة: الفتوى في حكم الجلوس في المقهى
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
المقهى هو مكان عام لتبادل الحديث وشرب القهوة والشاي ونحوها من الأشربة، هذا هو الأصل في المقاهي، أما بعض المقاهي اليوم لا شك أنها مقاهي لإضاعة الوقت ولشرب الدخان والشيشة والمعسل وغيرها من الخبائث التي حرمها الله في محكم كتابه قال جل وعلا : { وأحل لكم الطيبات وحرم عليكم الخبائث}. وهذا غالب مقاهي اليوم فالسؤال هنا ما حكم الذهاب إلى هذه المقاهي إذا كان الشخص لا يفعل تلك المعاصي؟!
الجواب: إذا كان المسلم ذهابه هناك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هنا يكون واجب الحضور إذا كان أهلاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أما إذا كان ذاهبه لها للجلوس مع أهل المعاصي ولا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر فإنه لا يجوز له حضور هذه المقاهي التي يعصى فيه الله تعالى حتى لا يكون شريكهم في الأثم، وذلك لقوله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ {النساء: 140}.
قال ابن جرير الطبري ـ رحمه الله: وفي هذه الآية، الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع، من المبتدعة والفسقة، عند خوضهم في باطلهم. وبنحو ذلك كان جماعة من الأئمة الماضين يقولون، تأولا منهم هذه الآية أنه مراد بها النهي عن مشاهدة كل باطل عند خوض أهله فيه. . . . انتهى.
وقال القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيره: فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكرعليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم. انتهى.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من مجالسة أهل السوء كما ثبت عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ). رواه البخاري ومسلم .
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم :*فيه تمثيله صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك، والجليس السوء بنافخ الكير، وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب، والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فجره وبطالته. ونحو ذلك من الأنواع المذمومة.*انتهى.
فالخلاصة أن مثل هذه المجالس لا يجوز الحضور فيها إلا بنية الدعوة إلى الله وهداية أهلها ونهيهم عن المنكر.
وبالله التوفيق، وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
بقلم/ رامي المالكي | |
|