Admin ..:: مـؤسـس المعهد ::..
عدد المساهمات : 463 نقاط : 9437 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 30/10/2013 العمر : 35
| موضوع: تعليم الإخوة أساليب فن الدعوة 15.04.16 12:06 | |
| [size=24]تعليم الإخوة أساليب فن الدعوة [/size] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسعد الله صباحكم بعفوه وإحسانه سأحاول أن لا أطيل عليكم إطالة مملة ولا أوجز إيجازة مخلة، ساحاتنا هذه الأيام يا اخوان ومع كثرة وسائل التواصل تكتظ بالدعاة إلى الله وهم نحسبهم على خير والله حسيبهم ولكن على منهج معوج وأسلوب منسوج على غير هدي النبي المرسول فيأتي الداعية وهو من الحكمة خارج ومن العلم ناقص ومن المهرجين مماثل ومن الترهيب فاعل وعن الترغيب ناقض ومن الأحاديث محدث ومن القصص مبدع فالله المستعان. الله عز وجل وضع قانون وشروط لدعوة الناس إليه إقرأ معي هذه الآية: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}. يخاطب الله في هذه الآية نبينا محمد بقوله: ادع يا محمد إلى سبيل ربك وسبيل الله هو طريق واحد وهو الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه وهو الإسلام بكل ما يحمله هذا المعنى وكل ما يحمله هذا الدين من هدى ،بالحكمة في العقل والإسلوب والحديث وتأتي الحكمة أيضاً بمعنى العلم، والموعظة الحسنة التي يحصل بها المطلوب والمشروع يعني تكون موعظته وفق ما شرعه الله لا يأتي يوعظ الناس بقصص مكذوبة حتى يرغبهم في الدين لأن ماهو موجود في القران والسنة أكبر وأعظم واعظ ولا يأتي بأحاديث مكذوبة ليجذب الناس إلى دعوته كل هذا خارج عن منهج الله ورسوله وليس من الإسلام في شيء، وجادل الناس بالتي هي أحسن وأرفق وألين، إن ربك يا محمد هو أعلم بمن ضل وبمن اهتدى فلا تحزن عليهم ولا تجبرهم على قبول دعوتك أو العمل بما دعوت إليه فما عليك إلا البلاغ ولست عليهم بمسيطر. وقال جل وعلا في أية أخرى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة ...} قوله بصيرة أي على علم ودراية لا على جهل وضلالة فدعوتي واضحة بينة لا تعقيد فيها ولا تشديد لا غموض ولا إشكال. اما الآن فالواقع لا يسر ولا يستحسن وفيه تلاعب خطير وكبير بالشرع وبالدعوة إلى الله، يختلق قصص من عنده ويأتي بأحاديث ضعيفة بل أحاديث موضوعة وأسلوب ركيك وضعيف وعامّيّ ويأتون في ختام المحاضرة بإرغام الناس بالتوبة لا ترغيبهم بل بإرغامهم ومقاطعهم في "اليوتيوب" ظاهرة عينة ، وكأنه مسؤول عن هدايتهم وضلالهم وهذا كله ليس من الشرع ولا عليه عمل السلف والله عز وجل يقول:{لست عليهم بمسيطر} ويقول: {وما على الرسول إلا البلاغ}. ولا قضية عندهم إلا المعاصي الصغيرة التي هي دون فدون الشرك ودون الكبائر فاختزلوا الدين كله في التوبة من هذه المعاصي ولا أعني هنا التقليل من جرمها والتصغير من إثمها عياذاً بالله بل هي خطيئة منكرة والإصرار عليها تجر لمعصية كبيرة ولا ريب أن الذنوب والخطايا فاعلها آثم والمصرّ عليها جارم عافانا الله وإياكم، فتركوا الدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك واتباع السنة والنهي عن البدعة وتركوا الحديث عن الإلحاد والإرهاب والشذوذ واشتغلوا بالقصص الواهنة والأحاديث الضعيفة والقضايا التافهة والطرفة السامجة، ولم أرى داعية فيما أعلم من هؤلاء الدعاة الحدثاء أنهم تحدثوا عن التوحيد وفضائله وعن الشرك ومساوئه، أو اتباع السنن وقمع البدع، ومع الأسف صار كل من أعفى لحيته وقصر من ثوبه أخذ يدعو إلى الله ويفتي ويتلاعب في الدين فيخرج علينا جيل من المتعالمين ومن أنصاف طلبة العلم فأحدثوا ما أحدثوا وهذه مشكلة ابتلينا بها وللأسف أصبحت الشهرة عند بعض الدعاة مطلب ووسيلة وربما غاية عياذاً بالله وغفلوا عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (من لبس ثياب شهرة ألبسه الله ثياب مذلة تلتهب عليه ناراً)قال الشيخ زيد البحري حفظه الله معلقاً: هذا في لباس فكيف بفعل؟! فكيف بقول؟! فكيف بمن يخالف شرع الله؟!. وتصدروا قبل أن يتأهلوا وهذه آفة خطيرة فالله عز وجل جعل سورة كاملة في طريقة الدعوة إلى الله فقال سبحانه: {والعصر*إن الإنسان لفي خسر*إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. فالإيمان هو العلم وعمل الصالحات هو الخطوة الثانية بعد العلم والتواصي بالحق هي الدعوة إلى الله والتواصي بالصبر هي الصبر على الأذى فيه. فلا بد من العلم والدراية بشروط الدعوة إلى الله وإعطاء الدعوة حقها حتى تكون أكثر وقوعاً في النفوس والقلوب متحاشياً كل ما يؤدي إلى الفساد، فلا مانع أحياناً من الدعابة المهذبة بدون إفراط يذهب بوقار العلم وهيبة الدعوة ولا استخدام الأسلوب القصصي أحياناً ولتكن القصص من كتاب الله وسنة رسوله فهي أحسن القصص ولكن لا بأس أحياناً بذكر قصة من الواقع ولكن بدون إفراط يذهب بوقار الدعوة.
فغاية ما أريد قوله هو أن يتقي الداعية الله عز وجل فالدين ثقيل وقول فصل وما هو بالهزل يقول جل وعلا: {إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً} وأن يتريث الداعية ولا يستعجل للتصدر فآفة العلم التصدر قبل التأهل، وعليه أن يقرأ ويتعلم فن الدعوة إلى الله ويجتهد في تحصيل العلم الشرعي وفي ثني الركب عند العلماء ثم بعد ذلك يدعو إلى سبيل الله بما فتح الله عليه من العلم حتى لا تعم الفوضى والثورة والفتنة.
بقلم/ رامي المالكي | |
|