ارتفاع نسبته في الدم يساهم في زيادة اعتلال القلب وتصلب الشرايين
تفاحة على الريق تحد من ارتفاع الكولسترول
د.رشود عبد الله الشقراوي
يعانى أكثر من 100مليون مواطن امريكي من ارتفاع مستويات الكولسترول لديهم بل إن نصفهم تقريبا يعانون من مستويات كولسترول مرتفعة جدا بما يشكل تهديدا خطيراً لصحتهم العامة. ولا يفرق الكولسترول بين عمر وجنس ضحاياه من ذكور وإناث وفي الحقيقة فإن النساء فوق سن الخامسة والأربعين يواجهن احتمالات أكثر في الإصابة بمستويات كولسترول مرتفعة أكثر من الأعمار الاخرى. وإذا تجاهلت مستويات الكولسترول لديك فإنك بذلك قد هيأت نفسك للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية وعليه فإن الأمر جد خطير.
الوقاية:
تلعب الوقاية من ارتفاع الكولسترول من العوامل الأساسية للحد من مشاكله وزيادة تركيزه في الدم وكذلك الحد من مضاعفاته وتكمن الوقاية في متابعة واختيار الأغذية الطبيعية التي تساهم بشكل كبير في الحد من ارتفاع الكولسترول في الدم ويأتي في مقدمة هذه الأغذية الخضار ومنها:
الجزر:
يعتبر الجزر من الخضار المفيدة جدا حيث انه يحتوي على نوعين من الألياف الغذائية التي تساهم بشكل جيد وواضح في إنقاص الكولسترول ورغم ان لأوراق الجزر فوائد صحية أخرى ألا ان الثمار هي التي ترتبط بتنظيم الكولسترول ولقد أجريت دراسات علمية على فوائد الجزر في إنقاص الكولسترول في الدم حيث قام فريق علمي في بريطانيا بدراسة تأثير تناول الجزر الطازج على معدل ارتفاع الكولسترول في الدم ووجد الباحثون ان للجزر تأثيرا جيدا على خفض الكولسترول وارجع الباحثون هذا التأثير لاحتوائه على الألياف الذائبة والتي تساهم على التخلص من الكولسترول وعموما فإن للجزر فوائد غير مباشرة في خفض الكولسترول حيث يساهم في تنشيط الكبد وزيادة حيويته وكما نعلم جميعا ان للكبد دورا مهما جدا في تنظيم مستوى الكولسترول في الدم لذلك ينصح لمن يعانون من الكولسترول ان يتناولون "الجزر" باستمرار في حدود 2- 3حبات متوسطة خلال اليوم وان يكون ذلك بتناول الجزر مباشرة دون عصره لأن عصر الجزر يقلل من فوائده وقد يؤدي إلى زيادة الوزن لذلك ينصح لمن يرغب في الاستفادة من فوائد الجزر ان يتناوله مباشرة فبالإضافة الى ان الذي يتناوله يستفيد من الألياف المختلفة فيه إلا انه يعتبر كذلك وسيلة للاستفادة في تقوية اللثة والجهاز الهضمي.
التفاح:
من الفواكه المفيدة في إنقاص الكولسترول وحماية الشرايين من ارتفاعه في الدم هو التفاحبجميع أنواعه لأنه يحتوي على نسبة جيدة من البكتين وهو احد أنواع الألياف الغذائية وهذه المادة تساهم في الحد من تراكم وترسب الكولسترول على الشرايين وثم دراسة هذه الفائدة عن طريق تقديم تفاحتين يوميا لمتطوعين وتمت مراقبة معدل الكولسترول لديهم واتضح في نهاية التجربة التي استمرت شهر تقريبا ان هناك فوائد جيدة لتناول التفاح في إنقاص الوزن وعموما يرجع كذلك الباحثون ان السبب في ذلك هو ارتفاع نسبة فيتامين ج vit-c عند تناولالتفاح وكذلك الألياف الغذائية حيث يساهم فيتامين ج في إنقاص الكولسترول وعموما ينصح بتناول التفاح على الريق والمعدة فارغة حتى تساهم في إعطاء نتائج جيدة.
نخالة الشوفان:
تساهم الألياف الغذائية في العديد من الفوائد الصحية ويأتي في مقدمتها الحد من الإمساك وكذلك الحد من امتصاص الدهون والكولسترول في الجسم مما يؤدي الى إنقاص الكولسترول في الدم وقد لوحظ ان استخدام "نخالة الشوفان" عن طريق عمل حساء أو يضاف الى بعض الادامات يؤدى الى سرعة حركة المواد الغذائية في الجهاز الهضمي مما يؤدي الى قلة الوقت فيقلل من امتصاص الدهون والكولسترول.
فول الصويا:
مما لاشك فيه ان البروتينات ذات المصدر النباتي مثل البقوليات لها تأثير كبير وجيد على الصحة بشكل عام وعلى الكولسترول بشكل جيد حيث ان مصادر البروتين النباتية تمد الجسم بالزيوت وليس بالدهون وتعتبر هذه الدهون مضرة ورافعة للكولسترول لذلك ينصح بإدخال البروتينات النباتية مثل فول الصويا وكما نعلم ان لفول الصويا دورا في خفض الكولسترول في الدم حيث اثبت العلماء ان هناك مواد فعالة في فول الصويا تساهم في إنقاص وخفض الكولسترول في الدم واهم هذه المواد هي اليستين lecithin وهي تساهم بشكل عام في تطوير الجسم وجعله أكثر قابلية للتخلص من الكولسترول وطرده خارج الجسم وخاصة الكولسترول السيئ الذي يعرف بالكولسترول منخفض الكثافة(LDL) كما ان لفول الصويا العديد من الفوائد الحيوية وخاصة للنساء وينصح بعدم الإكثار منه للرجال ويمكن استخدام بين 25- 30جراما يومياً وأفضل طرق الاستخدام هو الطبخ بعد عملية النقع في ماء لمدة 24ساعة ويفضل سلقه او عمل شوربة ويساهم كذلك حليب فول الصويا في العديد من الفوائد وخاصة تقوية العظام وتقوية الشرايين مما سبق يتضح ان هناك توصيات مهمة للرجال والنساء للحد من ارتفاع الكولسترول واهم هذه التوصيات الإكثار من الخضار والمصادر النباتية والتي تساهم في الحد من ارتفاع الكولسترول والدهون في الدم كما ان هناك توصية للإقلال من مصادر البروتينات الحيوانية مثل لحوم الأبقار والأغنام لأنها مصادر للدهون الحيوانية التي تساهم في رفع معدل تصنيع الكولسترول وبالتالي زيادة تركيزه في الدم ويجب كذلك عدم تجاهل الأسماك فهي مصدر جيد للبروتين بشكل جيد دون زيادة معدل الكولسترول في الدم لذلك يلاحظ ان هناك بعض الشعوب يقل لديهم ارتفاع الكولسترول في الدم ويرجع ذلك الى استهلاكهم للأسماك مثل اليابانية والاسكندنافيه يقل لديهم ارتفاع الكولسترول وبالتالي يقل لديهم أمراض القلب.
خاتمة:
مما سبق يتضح أهمية مراقبة معدلات ومستويات الكولسترول في الدم وخاصة عمر 45عاماً للنساء و 40سنة للرجال حيث يعتبر مستوى الكولسترول المرغوب فيه اقل من 200مليجرام/ 100دسم او ما يعادل ( 5.2ملمول) فإذا زاد هذا المستوى عن ذلك فإن هناك زيادة ومخاطر الإصابة باعتلال القلب .كما انه يجب معرفة تفاصيل معدل الكولسترول عندما يزيد عن الحدود المذكورة( 200مليجرام او 5.2ملمول)حيث يجب عمل ما يعرف بالبروفايل والتي يقصد بها تحليل الكولسترول الجيد (HDL) والكولسترول السيئ (LDL) حيث يجب ان لا يزيد الكولسترول السيئ عن 160مليجرام وان لا يقل مستوى الكولسترول الجيد عن 35مليجرام ويجب علينا كذلك معرفة ان هناك بعض العوامل التي تزيد الخطورة من اعتلال وأمراض القلب عند الأشخاص الذين تزيد مستويات الكولسترول لديهم ويأتى في مقدمة هذه العوامل الخطرة التدخين بأنواعه حيث ان للتدخين العديد من المشاكل الى تزيد من مضاعفات أمراض القلب كما ان الشخص الذي لديه الكولسترول يجب التأكد من معدل ضغط الدم لديه لأن مع ارتفاع ضغط الدم عند الإنسان تزيد نسبة احتمال إصابته بالجلطات وأمراض القلب لذلك يجب التأكد من سلامة ضغط الدم لديه كذلك يجب الحذر من ارتفاع السكر في الدم وكذلك زيادة الوزن (السمنة) لأن كل هذه العوامل تزيد نسبة احتمال إصابته بأمراض القلب وتصلب الشرايين لذلك يجب الحذر من ذلك للحد من المضاعفات.[/size]